الخطبة الاول
اَلْحَمْدُ لِلّهِ اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِيْ خَلَقَ الْإِنْسَانَ اِلَى أَنْ صَيَّرَهُ تَامَّ الْخَلْقِ مُسْتَوِيًا، وَرَبَّاهُ وَعَلَّمَهُ مَعَ اَنَّ اَكْثَرَهُ لَمْ يَكُنْ لِّلْعُهُوْدِ وَافِيًا، وَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ، وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ اِلَّا لِيَعْبُدُوْنَ أمِرًا وَنَاهِيًا، فَوَجَبَ عَلَيْكَ اَيُهَّا الْإِنْسَانُ اِمْتِثَالُ أَوَامِرِهِ وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيْهِ شَاكِرًا وَمُؤَدِّيًا، وَاَشْهَدُ اَنْ لَااِلهَ اِلَّا اللهُ وَاَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ نَاصِحًا وَدَاعِيًا، اَللّهُمَّ فَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ لَمْ يَزَلْ نَاظِرًا لِأُمَّتِهِ شَفِيْعًا وَمُتَرَقِّيًا، وَعَلَى الِه وَاَصْحَابِهِ الَّذِيْنَ لَمْ يَزَالُوْا يَعْمَلُوْنَ بِسُنَّتِهِ اِمْتِثَالًا وَتَأَسِيًّا، اَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوْا اللهَ تَعَالَى بِامْتِثَالِ مَأْمُوْرَاتِهِ وَاجْتِنَابِ مَنْهِيَّاتِهِ تَقَرُّبًا وَتَرَضِّيًا، لِأَنَّهُ لَمْ يَأْمُرْ اِلَّا بِالْمَعْرُوْفِ وَلَمْ يَنْهَ اِلَّا عَنِ الْمُنْكَرِ رَءُوْفًا وَّهَادِيًا، مَعَ اَنَّ مَنْفَعَةَ تَقْوَاهُ تَعَالَى رَاجِعَةٌ اِلَيْنَا رُجُوْعًا دَانِيًا، وَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ، وَمَنْ يَّتَقِّ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَّيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَايَحْتَسِبُ، صَادِقَ الْوَعْدِ وَمُحْصِيًا، هذَا وَفِى الْخَبَرَ عَنِ النَّبِيِّ الصَّادِقِ الْأَبَرِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَنَّهُ قَالَ، اَلْجُمْعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ اِلَّا اَرْبَعَةً، عَبْدٌ مَمْلُوْكٌ اَوِامْرَأَةٌ اَوْصَبِيٌّى اَوْمَرِيْضٌ، اِنَّ اَصْدَقَ كَلَامٍ وَّمَقَالٍ، كَلَامُ اللهِ ذِى الْكَرَامِ وَالْجَلَالِ، اَعُوْذُ بِااللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ، إِذَا نُوْدِيَ لِلصَّلوةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا اِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوْا الْبَيْعَ ذَالِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ، بَارَكَ اللهُ لِيْ وَلَكُمْ فِى الْقُرْآنِ الْعَظِيْمِ، وَنَفَعَنِيْ وَاِيَّاكُمْ بِاالذِّكْرِ الْحَكِيْمِ، وَرَزَقَنِيْ وَاِيَّاكُمْ تِلَاوَتَهُ بِالْإِخْلَاصِ وَالْقَبُوْلِ، اِنَّهُ هُوَ السَّمِيْعُ الْعَلِيْمُ، اُوْصِيْكُمْ عِبَادَ اللهِ وَاِيَّايَ بِتَقْوَى اللهِ وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيْمَ لِيْ وَلَكُمْ وَلِوَالِدَيَّ وَلِوَالِدِيْكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاَسْتَغْفِرُوْهُ وَتُوْبُوْا اِلَى الرَّبِّ الْكَرِيْمِ اِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحْمنُ الرَّحِيْمُ.
الخطبة الثاني
اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِيْ جَعَلَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ اَفْضَلَ الْأَيَّامِ، وَخَصَّهُ بِسَاعَةِ الدُّعَاءُ فِيْهَا مُجَابٌ يُّرَامُ، وَاَشْهَدُ اَنْ لَّا اِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيْكَ لَهُ شَهَادَةً يَنْجُوْبِهَا قَائِلُهَا بِالتَّمَامِ، وَاَشْهَدُ اَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ اَفْضَلُ الْأَنَامِ، اَللّهُمَّ فَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلى الِه وَاَصْحَابِه اُولِى الْمَنَاقِبِ الْكِرَامِ، اَمَّا بَعْدُ: فَيَا اَيُّهَا النَّاسُ اِتَّقُو اللهَ تَعَالَى ذَالْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، بِمُجَانَبَةِ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِيْ وَمُحَافَظَةِ الطَّاعَةِ فِى الْيَقْظَةِ وَالْمَنَامِ، وَاعْلَمُوْا اَنَّ اللهَ صَلَّى عَلَى نَبِيِّهِ عَلَى الدَّوَامِ، وَاَمَرَكُمْ بِذَالِكَ قَائِلًا بِالْقَوْلِ الْمُدَامِ، اِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يَصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ، يَآاَيُّهَا الَّذِيْنَ امَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا، اَللّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُوْلِكَ النَّبِيِّ الْأَوَّاهِ، وَعَلَى جَمِيْعِ اِخْوَانِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ وَعَلَى الِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَّالَاهُ، اَللّهُمَّ وَارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الْأَرْبَعِ ذَوِي الْقَدْرِ الْعَلِيِّ، اَبِيْ بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ السِّتَّةِ الْمُتَمِّمِيْنَ لِلْعَشَرَةِ الَّذِيْنَ بَايَعُوْا نَبِيَّكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَعَنْ اَزْوَاجِهِ وَاَوْلَادِهِ وَاَقَارِبِهِ اَئِمَّةِ الْمُهْتَدِيْنَ، وَعَنْ بَقِيَّةِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، اَللّهُمَّ اَعِزَّ الْإِسْلَامَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ وَاَذِلَّ الْكَفَرَةَ وَالْمُشْرِكِيْنَ، وَانْصُرِ اللّهُمَّ جُيُوْشَ الْمُسْلِمِيْنَ وَعَسَاكِرَ الْمُوَحِّدِيْنَ، وَاَهْلِكِ الْكَفَرَةَ وَالْمُشْرِكِيْنَ وَاَعْلِ كَلِمَتَكَ اِلَى يَوْمِ الدِّيْنَ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، اِنَّكَ كَرِيْمٌ مُجِيْبُ الدَّعَوَاتِ، رَبَّنَا اتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الْأخِرَةِ حَسَنَةً وَّقِنَا عَذَابَ النَّارِ، اَللّهُمَّ اكْشِفْ وَادْفَعْ عَنَّا وَعَنْ جَمِيْعِ الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ الشَّدَائِدَ وَالْمِحَنَ، وَاَبْدِلْهَا الْفَرَجَ وَالسُّرُوْرَ وَالنِّعَمَ وَالْمَنَانَ، وَارْزُقْنَا وَجَمِيْعَ اَوْلَادِنَا وَاِيَّاهُمُ التَّقْوَى وَالْإِسْتِقَامَةَ وَالْخِتَامَ الْحَسَنَ أمِيْنَ يَارَبَّ الْعَالَمِيْنَ. عِبَادَ اللهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَاِيْتَائِذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَخْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ وَاذْكُرُوْا اللهَ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوْهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ تَعَالَى اَكْبَرُ.